أنا و تشرين و أنت

أشعر بالحاجة إلى النطق بإسمك هذا اليوم، أشعر بالحاجة إلى أن أتعلق بحروفه كما يتعلق طفل بقطعة حلوى.
منذ زمن طويل لم أكتب إسمك في أعلى الرسائل، لم أزرعه شمساً في رأس الورقة، لم أتدفأ به. و اليوم و تشرين يهاجمني و يحاصر نوافذي، أشعر بالحاجة إاى النطق به، بحاجةٍ إلى أن اوقد ناراً صغيرة، بحاجةٍ إلى غطاء، و معطف، و إليك…
يا غطائي المنسوج من زهر البرتقال و الزعتر البريّ، لم أعد قادرة على حبس إسمك في حلقي، لم أعد قادرة على حبسك بداخلي مدّة أطول، ماذا تفعل الوردة بعطرها؟ أين تذهب الحقول بسنابلها، الطاووس بذيلة، والقناديل بزينتها؟ أين أذهب بك؟ أين اخفيك؟ و الناس يرونك في إشارات يدي، في نبرة صوتي، و في إيقاع خطواتي…
الناس يرونك قطرة مطر على معطفي، زراً ذهبياً على كُم قميصي، كتاباً مقدساً معلقاً في مفاتيح سيارتي، جرحاً منسياً على ضفاف فمي…
و تظن بعد ذلك كله أنك مجهول و غير مرئيّ؟
من رائحة ثيابي يعرف الناس أنك حبيبي، من رائحة جلدي يعرف الناس أنك معي، من خدر ذراعي يعرف الناس أنك لمستها، لن أستطيع إخفائك بعد اليوم…
فمن أناقة خطي يعرف الناس أني أكتب إليك، من فرحة خطاي يعرفون أني ذاهبة إلى موعدك، لا يمكنني.. لا يمكنني أن أستمر في إرتداء الملابس التنكرية بعد الآن.
فالدروب التي مشيناها لا يمكن أن تسكت…
و العصافير المبللة التي وقفت على أكتافنا سوف تخبر العصافير الأُخرى… كيف تريدني أن امحو أخبارنا من ذاكرة العصافير؟
كيف يمكنني ان اقنع العصافير أن لا تنشر مذكراتها؟


9 Responses to “أنا و تشرين و أنت”

  1. D Says:
  2. Noura Says:
  3. Maher Says:
  4. Jumana Says:
  5. Maioush Says:
  6. Batoul Says:
  7. Maioush Says:
  8. Tamara Says:
  9. unkown Says:

Leave a Reply

You can add images to your comment by clicking here.

Filled Under: Thoughts