اعدام صدام حسين
[youtube=http://www.youtube.com/watch?v=VWVyQGhOxkU]
اعدم الرئيس العراقي السابق صدام حسين لادانته بارتكاب جرائم ضد الانسانية فجر امس السبت في نهاية عنيفة مثيرة لزعيم حكم العراق على مدى ثلاثة عقود قبل ان
يطيح به غزو امريكي عام 2003. فيما قتل انفجار قنبلة 36 شخصا في بلدة شيعية في عملية من نفس نوعية الهجمات الطائفية التي تدفع العراق تجاه الحرب الاهلية منذ اطاحت القوات الامريكية بصدام .
وعرض تلفزيون حكومي لقطات لصدام يبدو رابط الجأش ويتحدث مع جلاده الذي كان يرتدي قناعا وهو يضع حبل المشنقة حول رقبة الرئيس السابق.
وعرض تلفزيون يديره الشيعة لقطات ذات جودة منخفضة تظهر الجثمان في كفن ابيض وكانت رقبة صدام ملتوية وظهر على خده الايسر ما بدا كبقعة دم او كدمة.
وقال مسؤول عراقي شاهد الاعدام لرويترز “كان الامر سريعا جدا. مات على الفور”. واضاف ان وجه الرئيس السابق كان مكشوفا وانه ظهر هادئا وردد دعاء
قصيرا في حين كان حراس عراقيون يقودونه الى المشنقة ويحكمون الحبل حول رقبته.
وقال سامي العسكري وهو حليف سياسي لرئيس الوزراء نوري المالكي بعد تنفيذ الاعدام وراء ابواب مغلقة في منشأة تابعة لوزارة العدل في شمال
بغداد “سمعنا عنقه ينكسر”.
وخرج الشيعة الذين ينتمي اليهم المالكي والذين عانوا من القمع تحت حكم صدام الى الشوارع احتفالا بتنفيذ الحكم. ودعا رئيس الوزراء انصار صدام
البعثيين السنة الى انهاء تمردهم. ووصف الرئيس الامريكي جورج بوش اعدام صدام بأنه “حدث مهم” على طريق العراقيين الى الديمقراطية.
وقال المالكي ان اعدام صدام ينهي كل المراهنات المحزنة على احتمال العودة الى الديكتاتورية. وحث أتباع النظام المخلوع على اعادة النظر في موقفهم مشيراالى أن الباب ما زال مفتوحا أمام أي أحد يده غير ملطخة بدم الابرياء للمساعدة في اعادة اعمار العراق من أجل كل العراقيين.
وافاد مسؤولون ان المالكي لم يحضر تنفيذ الاعدام. وعرض التلفزيون الحكومي لقطات له وهو يوقع امر تنفيذ الحكم.
وقالت الشرطة في الكوفة القريبة من مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة ان 36 شخصا قتلوا واصيب 58 في انفجار السيارة الملغومة في سوق مزدحم بالناس. واضافت ان الجمهور المحتشد قتل رجلا اتهموه بزرع القنبلة.
وقال بوش في بيان من مزرعته بتكساس ان”تطبيق العدالة على صدام حسين لن ينهي العنف في العراق ولكنه حدث بارز مهم على طريق العراق لان يصبح دولة
ديمقراطية تستطيع ان تحكم وتبقى وتدافع عن نفسها”.
وكان بوش وصف صدام بأنه طاغية ويهدد الامن العالمي رغم عدم ثبوت مزاعم امتلاكه لاسلحة نووية وغيرها بعد الغزو عام 2003 .
ورفع مقتل اربعة جنود امريكيين اجمالي القتلى من القوات الامريكية الى 2996 مقتربا خطوة اخرى من رقم ثلاثة الاف المثير للمشاعر. ويواجه بوش بالفعل خيبة امل شعبية متزايدة ازاء الحرب مع انزلاق العراق الى صراع طائفي شامل بين السنة الذين ينتمي اليهم صدام والاغلبية الشيعية.
ورغم المخاوف من رد فعل المتمردين السنة الا ان ردود الفعل الاولية كانت
هادئة الى حد كبير مع بدء العراقيين عطلة على مدى اسبوع بمناسبة عيد الاضحى.
وعلى العكس من اوقات التوتر السابقة لم يفرض حظر تجول في بغداد بعد تنفيذ
الاعدام.
ورقص الشيعة في شوارع مدينة النجف واطلقت السيارات ابواقها في انحاء
مدينة الصدر الشيعية ببغداد.
وقدمت محطة التلفزيون السنية الرئيسية في العاصمة تغطية محدودة للحدث رغم
انها عرضت لقطات قديمة لصدام يجتمع مع وزير الدفاع الامريكي السابق دونالد
رامسفيلد حين ساعدت واشنطن العراق ضد ايران الاسلامية في الثمانينات.
وعلى الجانب الاخر عرضت محطة العراقية الحكومية لقطات تفصيلية لضباط صدام يعدمون ضحاياهم ويضربونهم.
وقال رجل من الدجيل شهد في محاكمة صدام عن قتل 148 شيعيا من البلدة انه
رأى جثمان صدام في مكتب المالكي وبكى من اجل اقاربه القتلى الذين ذكر ان
الرئيس السابق قتلهم.
وقال جواد الزبيدي لرويترز انه بكى حين رأى الجثمان في النعش. واضاف انه
تذكر والده واشقاءه الثلاثة القتلى . وتابع انه اقترب من الجثمان قائلا ان هذه
عقوبة يستحقها كل طاغية.
وقال مسؤول كبير حضر تنفيذ الحكم لرويترز ان صدام “بدا هادئا جدا. لم
يرتجف”. وكان الرئيس السابق /69 عاما/ مكبلا لكن وجهه كان مكشوفا وهو يتجه الى حبل الاعدام.
وردد صدام الشهادتين حين كان الحراس يقتادونه الى المشنقة.
ورفض استئناف صدام ضد حكم الاعدام قبل اربعة ايام وسيكون الاعدام السريع
مصدر سرور للشيعة. لكن تنفيذ الحكم قد يغضب الاقلية السنية التي ينتمي
اليها صدام وقد يغضب ايضا بعض الاكراد الذين يأملون في ادانة صدام بتهمة
ارتكاب اعمال ابادة ضدهم.
لكن بعد الشكاوى بشأن التدخل السياسي في المحاكمة فقد تثير سرعة الاعدام
مزيدا من القلق بشأن عدالة العملية التي رعتها الولايات المتحدة.
وقال سليم الجبوري المتحدث باسم الحزب السني الرئيسي في حكومة الوحدة
الوطنية ان “توقيت الاعدام والطريقة المفاجئة التي نفذ بها قد تثير غضب
الناس”.
وقال مسؤولون ان اعدام برزان التكريتي الاخ غير الشقيق لصدام والقاضي
السابق عواد البندر سيتم بعد اجازة عيد الاضحى. وكانت محكمة التمييز العراقية
ايدت ايضا الحكم باعدام البندر والتكريتي لدورهما في احداث الدجيل.
وقال محافظ صلاح الدين وهي المحافظة التي توجد بها مدينة تكريت مسقط رأس
صدام ان عشيرة الرئيس السابق تتفاوض مع الحكومة لدفن جثمانه في قريته العوجة حيث دفن ولداه عدي وقصي في 2003 . واضاف المحافظ ان الحكومة تريد دفن صدام في بغداد